|
بيان رؤساء نوادى القاهرة و الأقاليم |
البيـان الصـادر عن نادى القضاه وأندية قضاة الأقاليم الجمعة الموافق 21/10/2011 ******** لقد تابع نادى القضاه وأندية قضاة الأقاليم بقلق بالغ تلك الحملة الشرسة التى تستهدف قضاة مصر الشرفاء على مدى الأيام الماضية والتى بلغت ذروتها بإغلاق المحاكم عنوة ومنع القضاه من أداء أعمالهم بالقوة والإكراه فضلاً عن الإعتداء عليهم بالسب والقذف ونعتهم بأحط الألفاظ وأحقرها فى مشهد يندى له الجبين دون أن يحرك ذلك الأمر ساكناً لدى السلطات المختصة فى الدولة التى تركت لتلك الفئة الباغية الحبل على الغارب تعيث فى الأرض فساداً وتعبث بأمن ومقدرات الوطن المثخن بالجراح وتعرض السلم العام للخطر . ولقد إلتزم قضاة مصر الشوامخ خلال تلك الأحداث بأقصى درجات ضبط النفس وهم يتابعونها بقلوب دامية ملتزمين بالإحتكام إلى الشرعية والقانون تاركين أمر تلك " القلة المارقة " للسلطات المختصة فى الدولة تتخذ حيالها من الإجراءات ما يردعها ويردها إلى جادة الصواب ، كما يدافع عن قضاة مصر الشرفاء ما يقع عليهم من عدوان آثم . وإزاء ذلك الصمت غير المبرر من جانب الأجهزة المعنية بالدولة والذى كان سبباً مباشراً فى تصاعد وتيرة تلك الأحداث واستهدافها أشخاص القضاة وأعضاء النيابة العامة فى محاولة دنيئة للمساس بأمنهم وسلامتهم ، كما أدى ذلك الصمت إلى إتاحة الفرصة أمام المعتدين لتدمير الكثير من قاعات الجلسات ومرافق المحاكم مما يؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن السلطة القضائية فى مصر باتت فى خطر داهم وأنها تتعرض لمؤامرة رخيصة تستهدف بقائها حتى تسود شريعة الغاب وتقع البلاد فى براثن الفوضى . ومجابهة لتلك الأحداث عقد نادى القضاه وأندية قضاة الأقاليم اجتماعا طارئا للنظر فيما يمكن اتخاذه من الإجراءات التى تحفظ للقضاء قدسيته وللقضاة هيبتهم وكرامتهم والحرص على أمنهم وسلامتهم ، وأسفر الإجتماع عن القرارات الآتية : أولاً : يستنكر قضاة مصر بأقصى درجات الشدة ذلك العدوان الهمجى الذى يقع عليهم ويعرض أمنهم وسلامتهم للخطر ويمنعهم بالقوة والتهديد عن أداء رسالتهم المقدسة فى تحد سافر لهيبة الدولة وسيادة القانون ، كما يستنكر بدرجة أشد تقاعس السلطات المختصة فى الدولة وقعودها عن أداء دورها فى حماية أعضاء السلطة القضائية ودور العدالة ، والاكتفاء بدور المتفرج وهو ما كان محلا لاستنكار الشعب المصرى بأسره ، ولذلك فإن قضاة مصر يهيبون بتلك السلطات أن تكون عند حسن الظن بها ، وأن تمارس دورها فى حمايتهم باعتباره واجبا مقدسا يفرضه الدستور والقانون ، ولتعلم تلك السلطات أن ترك الأمور على هذا النحو يشجع المعتدى أن يعيث فى الأرض فسادا وأن هذا الأمر جد خطير ، ما لم يعالج بالشدة اللازمة سيؤدى إلى وقوع البلاد فى فتنة لا يعلم مداها إلا الله ، ورهاننا الأكيد على الشعب المصرى العظيم بكل فئاته وطوائفه الذى لن يترك قضاته فريسة للبغى والعدوان . ثانياً : التضامن مع السادة الزملاء قضاة مصر الذين طالهم العدوان الآثم وقرروا فى جمعياتهم العامة تعليق العمل بالمحاكم لأجل غير مسمى ، ويدعو باقى الزملاء إلى تعليق العمل بباقى المحاكم على اختلاف أنواعها ودرجاتها حفاظا على أمنهم وسلامتهم ، وتلك خطة أولى سوف تتبعها خطوات أخرى إذا بقى الحال على ما هو عليه . ثالثاً : يهيب قضاة مصر بوسائل الإعلام المختلفة بأن تقوم بواجبها الوطنى والمهنى وأن تنقل الأحداث من مواقعها أولاً بأول وتسليط الأضواء عليها لوضع المشكلة فى حجمها الحقيقى بأمانة ومصداقية أمام شعب مصر العظيم الذى هو مصدر كل السلطات حتى يكون على بينة من الأمر ويعلم علم اليقين بما يحدث لقضائه وقضاته . . كما يهيب القضاة بجميع وسائل الإعلام ألا تفتح الباب على مصراعيه أمام رؤوس الفتنة والمحرضين عليها ليتخذوا من تلك القنوات منبرا ينفثون من خلاله سمومهم ويوسعون القضاه سباً وتجريحاً فتتأجج النيران فى بلد تبحث عن الإستقرار وفى وقت لا تتحمل فيه بلادنا الغالية تلك الأحداث التى نسجت خيوطها بإحكام مستهدفة اقتلاع السلطة القضائية من جذورها وما ذلك بالأمر اليسير أو الهين ، فتبا لمن باعوا أمن أوطانهم مقابل مصالح شخصية تافهة وزائـله . رابعاً : يحذر قضاة مصر من غضبتهم إذا نفذت البقية الباقية من صبرهم وليعلم من لا يعلم ويفقه من لا يفقه أن القضاه يقفون صفا واحدا عصى على الاختراق وأنهم سيظلون قائمين على رسالتهم لا ترهبهم قوة ، فهم بالله سبحانه وتعالى وبالحق والعدل وبنصرة هذا الشعب العظيم هم الأقوى . خامساً : يؤكد قضاة مصر أنهم لن يهدأ لهم بال ولن يغمض لهم جفن إلا إذا تم القبض على الجناة والمحرضين وتقديمهم إلى ساحة العدالة لينالوا عقابهم الرادع وليعلموا أن أمن الأوطان ليس لعبة يتلهون بها . سادساً : تفويض المستشار رئيس نادى القضاه وعدد من الزملاء ورؤساء أندية قضاة الأقاليم فى الدعوة لعقد الجمعية العامة غير العادية لقضاة مصر متى توافرت الضرورة الموجبة لذلك . سابعاً : اعتبار الاجتماع فى حالة انعقاد مستمر لمتابعة الأحداث عن كثب واتخاذ الإجراءات الكفيلة لمواجهتها على سبيل السرعة . . كما يؤكد قضاة مصر أنه إذا لم يتم وقف هذا العدوان فورا فإن كل الخيارات أمامهم مفتوحة مهما كلفهم ذلك حفاظا على كرامتهم التى هى من المقدسات والمساس بها أمر تهون دونه الحياة . ثامناً : يناشد القضاه شعب مصر العظيم أن يتفهم الظروف التى دعتهم لذلك وأن حجب العدل عن مستحقيه يدمى قلوبهم ويؤذى مشاعرهم وأن يعلم شعب مصر أنه رغم ما مسهم من عدوان ظلوا خلال الفترة الماضية وكلهم إصرار على مواصلة أعمالهم وإنجاز مصالح المتقاضين معرضين أمنهم وسلامتهم للخطر إلى أن إستحال عليهم مواصلة عملهم فى ظل هذا المناخ بعد أن قام المعتدون بإغلاق المحاكم وإخراجهم منها بالقوة والإكراه فإلى كل مصرى ومصرية يحلم بالعدل والإنصاف منتظرا من قاضيه سماع الحكم لينال النصفة والعدل . . لقد قطع قضاة مصر على أنفسهم عهداً ووعداً بأنه فور إزالة الأسباب التى تحول بينهم وبين أداء رسالتهم سيكونون فى خدمة هذا الشعب يواصلون العمل ليلاً بنهار حتى يصل العدل إلى مستحقيه ويعطى الحق لصاحبه. تاسعاً : لتطمئن قلوب المصريين عامة والقضاه خاصة أن تلك القرارات وغيرها مما لم يحن الوقت للإعلان عنه قد تمت بالتوافق مع مجلس القضاء الأعلى وبعد إخطار وزارة العدل ، وأن الجميع على قلب رجل واحد والتنسيق قائم ومستمر فلا يبقى فى النهاية إلا أن نتضرع إلى المولى عز وجل أن يفرج عنا وعن الوطن المفدى هذا الكرب ، وأن تذهب هذه الظلمة ، وأن تعلو راية العدل خفاقة فى سماء مصر. بسم الله الرحمن الرحيم الذِينَ قَالَ لَهُمُ الناسُ إِن الناسَ قَد جَمَعُوا لَكُم فَاخشَوهُم فَزَادَهُم إِيمَانًا وَقَالُوا حَسبُنَا اللهُ وَنِعمَ الوَكِيلُ (173) فَانقَلَبُوا بِنِعمَةٍ مِنَ اللهِ وَفَضلٍ لَم يَمسَسهُم سُوءٌ وَاتبَعُوا رِضوَانَ اللهِ وَاللهُ ذُو فَضلٍ عَظِيمٍ (174) . صدق الله العظيم(سورة آل عمران) سلمت مصر من شر الفتن ما ظهر منها وما بطن . . وسلم قضاؤها الشامخ رمزا للعدل والإنصاف . صدر عن إجتماع نادى القضاه وأندية قضاة الأقاليم.
|
|
|